عبد الكريم ع.

  • صحفي وكاتب محتوى
  • اليمن

نبذة

أعمل كاتبا للتقارير الصحفية ومحررا للأخبار ومعدا لبرامج

إذاعية وتلفزيونية.

أعمل محررا للأخبار لإذاعة صحتك في وعيك..صوت وزارة الصحة اليمنية.

سيناريست أفلام وثائقية قصيرة وفلاشات وريبورتاجات

الكتابة للمحتوى الإلكتروني وخدمات السوشيل ميديا


الخبرات

كاتب صحفي

مقالات صحفية ، تحليلات ، حوارات..

محرر أخبار

سياسية ، رياضية ، اجتماعية ، اقتصادية


التعليم

إعلام

بكالوريوس إعلام قسم الإذاعة والتلفزيون من جامعة صنعاء اليمنية


مقال : الكيان المستحدث

كنتُ قد قرأتُ كثيرا من الآراءِ والطروحاتِ حولَ ما إذا تصالحَ العربُ مع إسرائيلَ، لأرى المشهدَ المستقبلي الذي سنصل إليه ، ومآلاتِ التصالحِ مع الكيانِ المستحدث .. وكانت النتيجةُ أني لن أكونَ أبدا ضمنَ قائمةِ المتصالحينَ

 

في الحقيقةِ أنا من الجيلِ العربيّ الناشئِ الذي جبلَ على كراهيةِ إسرائيلَ منذ المهدِ ، إذ كيفَ لي أن أسمحَ لذرةِ سلامٍ بداخلي يخيلُ إليها أنها ستكبُر وتتنامى من أجلِ استساغةِ فكرةِ التصالحِ مع الكيانِ المحتلِ !

 

قبلَ أن أفهمَ مصطلحَ السلامِ جيدًا ، كنتُ أشمئزُّ من أحدِهم يبحثُ عن أغنيةٍ ما لأمِّ كلثومَ تتحدثُ عن السلامِ ، إذ كانَ ذلكَ بعدَ معرفتِي بجثثِ صبرا وشاتيلا التي ملأتِ الشوارعَ، وصرخاتِ أبي الشهيد محمد الدرة ؛ فكرهتُ المعاني التي احتوتها كلماتُ الأغنية ، وكرهت الباحثَ عن الأغنيةِ وصوتَ أمِّ كلثوم أيضا.

لعلي لا أدري عنِ الفن شيئًا كثيرًا، وربما سأكونُ متخلفًا بعضَ الشيءِ في نظرِ الأصدقاءِ ، ولكني أيقنتُ تمامًا أني لن أقدرَ على سماعِ شيءٍ ما متعلقٍ بالسلامِ معَ إسرائيلَ .. أغنيةً كان أو حتى حديثا عاديا فضلا عن خطاب سياسي ، وهذه القناعة جاءت من منطلقِ نظريتِي التي تقولُ : أنَّ الإسرائيليينَ لن يتغيروا إلا في جهنمَ.. وهل تغيروا من قبل قطّ !

ذاتَ يومٍ سمعتُ من أحدِ قارئِي الصحفِ في قريتِنا أنّ أقليةً بيضاءَ بسجنٍ ما في أمريكا استطاعتْ أن تسيطرَ على أغلبيةٍ مسلمة ، وكنتُ حينئذٍ أتألمُ كثيرًا ، ولا مسوّغَ لهذا الحنقِ إلا أنّ صحفيًا أمريكيًا قالَ أن من المستحيلِ إخضاعَ الإسلامِ ..ولكني بعدَما كبِرتُ واشتدَّ عودُ فكرِي قليلًا ، وكلما تذكرتُ الصراعَ الفلسطينيَّ الدائم معَ إسرائيلَ، ترجمتُ مقولةَ الصحفيِّ الأمريكيِّ إلى عكسِها .

 

في نظري أن طريقةَ قتلِنا - نحن المسلمينَ - كانت أكثرَ أناقةً مما نتصور.. وليستِ الحربُ الناعمةُ ما أقصدُه.. ولكنّ ارتفاعَ ضغطِ الدمِ من شدةِ الغيظِ كانَ داءً عملَ الأمريكيونَ والإسرائيليونَ على غرزهِ بحقنِ المذابحِ الفلسطينيةِ على الشاشاتِ العربيةِ ، لكأنها جثثُ خنازيرَ تمَّ إعدامُها وقايةً للإنسانِ من الإنفلونزا ، والغيظُ الآخرُ الذي غرزوهُ هو أنهم يعرفونَ قبحَ القادةِ العربِ وجبنَهم تجاهَ القضيةِ الفلسطينيةِ..ومجلسُ الأمنِ كعادتِه منذ أولِ مرةٍ سمعتُ اسمَهُ فيها عاجزٌ عن الإدانةِ ، والرؤساءُ الأمريكيونَ واحدًا تلوَ الآخرِ يرونَ أنّ من حقّ إسرائيلَ الدفاعَ عن نفسِها ، ثمّ ينتفضُ العالمُ غيرَ مصدقٍ لبشاعةِ الجريمةِ التى حدثتْ فى القدسِ الغربية بحق الإسرائيليينَ الذين اعتدى عليهم بالحجارة مقاومٌ فلسطينيٌ .. فلسطينيٌ يقتلُ المدنيينَ..يا للهولِ !

تدين الإدارة الأمريكية بأعنفِ العباراتِ ،ويجتمعُ مجلسُ الأمن بسرعةِ الضوء ، وأنا وأمثالي نتجرعُ ألمَ الحقنةِ الثالثة من الغيظِ.

..

 

لقد أُصبتُ بالسأمِ التام أن نكونَ المظلومينَ كلّ مرة نطالبُ حقوقَنا وندينُ الاعتداءَ عليها.. سئمتُ مشاهدَ الفلسطينيات اللواتي يطلقنَ صرخاتِ الاستغاثةِ، بينما الكلابُ البوليسيةُ تُمزقُ أذرعَهن..

أريد أن أستمتعَ و لو لمرةٍ واحدة بمشاعرِ الظالمِ أو – على الأقل – مشاعرِ الذى لا يجرؤُ الناسُ على ظلمه ، وربما أن فقدانَ إنسانيتِي هذه هي الحقنةُ الرابعةُ التي استطاعوا أن يغرزُوها فيَّ .

نعم .. أنا أكره الكيانَ المحتلّ حد الاستماتة ، و لا شيءَ يسرُّنى مثل ألمِهم و دموعِهم .. صرخاتِهم ودمائِهم تزحفُ على الطرقات .. منظر طواقمِ الإسعافِ و رجالِها الملتحين بزنانيرهم المضحكةِ على رؤوسهم ، وهم يشدون الشريطَ الأصفرَ حول مكانِ الانفجار ..

وهل هنالك مشاهدُ أجملَ من هذه ؟!!

هل تبحث عن فرصة للعمل عن بعد؟

حدد التخصصات التي ترغب في العمل بها لنرسل نشرة الوظائف الدورية إلى بريدك الإلكتروني

برمجة وتطوير
تسويق ومبيعات
كتابة وترجمة
تصميم
إدارة وأعمال
دعم فني
المجالات الأخرى