أهلا بك، أنا بتول معلمة فيزياء وكاتبة محتوى من دمشق، سوريا
 
مع أنك قد ترى أن الفيزياء بعيدة عن الكتالبة الابداعية، إلا أن السر والسحر في اللغة العربية أنها تُثقل تنمو وتكبرُ في داخلك كلما قرأت أكثر، فتتشرب بها لتغدو كياناً متكاملاً شيء أكبر من حدود الحرب وأكثر من كونها لغةٌ تبني نفسك وكينونتك بحروفها.
وإلى اليوم أقوم بكتابة المحتوى العربي في كل من السياحة، الاقتصاد، التاريخ والمحتوى الابداعي
قادرة على استعمال حزمة الاوفيس بشكل ممتاز
قادرة على الترجمة والكتابة بين اللغتين العربية والانكليزية
سردة في ميثولوجيا الغزل والموت يا تقبرني..
أحب ما يقولهُ سميح القاسم في الغزل وشهوة الموت
"احبك
لا تندمي
لا تمدي يدا لتنتشلني
اسمحي لي ان احبك
كما يشتهي الموت...."
**
ولكن لكلمة تقبرني بعدٌ أخر يتجاوز حدود الغزل والحب، وعلى سبيل الذكر: لو أن شهرزاد قالت لسلطانها السفاح من أول ليلة هيت لك يا تقبرني، تخيل كيف سيكون الوضع، أراهنك بخمس ليرات كاملة أنه كان سيعفو عنها ويجعل سيافه مهرجاً ليضحكها. كانت ستوفر على نفسها أرق الحديث لألف ليلة.
فمع أن صورة رجل يدفن الانثى في حياته تقبض القلب؛ إلا أن تقبرني " وأخواتها*" تعتبر الكلمة الوحيدة التي تصلح فقط للنساء ومن أكثرها خبثاً، سلاح لغوي منطوق يرسخ مبدأ اللين والألين؛ شيء من منح الاخر السلطة والسطوة التي يشتهيها(بـ ست حروف فقط) فينتشي لغوياً ويلين عملياً.
ولأن لكل شيء بداية، أتخيل المرأة الأولى التي نطقتها بخبثها قبل ضعفها – امرأة تستحق أن يُبنى لها صرح أسطوري كحصان طروادة ليليق بعظمة الكلمة وفخها – فهي لم تتمرد على الغزل في اللغة وتحوير مفردة من البشاعة إلى الاغواء وحسب، بل قدمت هالة من الجمال والدلال والكيد المفروغ منه للهجة باردة وحادة الحروف.