Content writer
منذ 2021_2023
لعام 2024_2025
لعام 2024_2025
المستوى الثالث
بريدُ فِكر| منشورة لطرحِ الأراء
 
-"أن الشخص في هذا العالم مهما كانت له من علاقات صلبة وحميمية فإنه لا يواجه مصيره إلا وحيدًا ومعزولًا، وباستعداد فطري للاكتئابِ والبكاء على النفس، وأن لا أحد، أبدًا، لا أحد، يحقق سعادته بسبب الأخرين مهما كانوا قريبين منه وأحباء.
لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلالِ التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا"
 
القوس والفراشة| •محمد الأشعري
 
-في ظل قرائتي لرواية القوس والفراشة أمعنتُ في قرائتي لهذا النص، وقد تعرّيتُ وقتها من كلِّ مبادئي واعتقاداتي ومفاهيمي الشخصية وتلقيته بشهيةٍ مفتوحة..
تشكَّل عندي مفهوم جديد، إننا عبر الكتابةِ واللغة الجيدة والسرد المتين بإمكاننا إقناع القارئ بمفاهيمنا الخاصة، أو استفزازه لنفي الفِكرة، والتصريح برأي جديد قد يكون سديدًا وبذلك فإننا نجعل النص عُرضةً للمداولة والنقاش، وأعتقد أننا نُحقق إحدى أغراضِ القراءة..
لقد أنصفت الأمر في لحظتها، أنصفته بكلِّ حواسي، اِستطاع النص إستدراج ذكرى ووخزي بشكلٍ طفيف، حتى حرّكت ذاتُ النسمة قندولِ ذِكرى آخر!.
 
-ماذا لو وَجدتَ أنيسًا؟!..
يُرتِبُ مِن عبثِ التساؤلات هذه
يُريحُ الشمسَ من عبء الظهيرة
ويحملُ فدان الوردِ إلى صدرك!..
 
-سلّطنا الضوء على الوحدة، جعلنا منها شيئًا لا يُقهَر، رمّمنا سطحها، وأوهمنا الجميع بأنها النجاة، بيد أن جلوس الإنسان إلى نفسه لفترة طويلة تُفسِّر معنى لفظ الإنتحار، أن تجلس لشخصٍ يعلم عنك كل شيء، مساويك، مخاوفك، ويُثير الرعب في ذاتِك وهو يتلو عليكَ أفكارك! ويستلذُ بإرتباكك، لو جرّب المرء أن يختلي بنفسه لأكثر من أسبوع، لو جرب الإنصات والصمت وداخله بحرٌ يغلي من التساؤلات التي لديها ألف إجابةٍ إحتمالاية، لو رأى المرء نفسه بعينِ نفسه لبغض أثره.
-كم لبثت وأنت تحِلُّ وِثاق نفسك، تُرمِّم صُدوع قلبك، تخدعك الكلمة، وتخضعك الفِكرة، وتُمارِس الحياة لُؤمها عليك عالمةً بأنك تقدّس شيئًا تحاول التخلص منه!.
-وأنا بصدد التحدث عن الأُنس وكل شيء مؤسس على قاعدةِ "علاقة" فإنني أنفي التحدث عن التجارب الشخصية والتعامل معها من جانبِ الإقتداء وعن تحدثي عن الوحدة أو الأنس فإنني لا أخص أيّ منهما بالتبجيل، وبرأيي أن هذين أمرين يجب اعتناقهما معًا، أن يُعاملا معاملةً عادلة وبشكلٍ ناضج، ليس بإمكانِ المرء العيش داخل صخبِ العلاقات بشكلٍ مُستمِر وهذه أشياء تفقد لِذّتها إذا ما اعتادها المرء، وإنني بذلك لا أُثير مشاعر المرء وقدرته الإنعزالية ليعتنق العزلة، حيثُ أن المرء مفطورٌ على الأُنس، ومغالبةِ الشِدة برفيقه، وشدُّ عضده بأخيه، وأنا بذلك لا أوصيك ولستُ أهلًا لذلك، إنني أُحدثك عن أمرين دون تطرقٍ للتجارب، فقط من بابِ حتمية النقاش، لكن خُذها مني، لا تعتاد العزلة فتستغرب ضجةِ الناس وحميميتهم، ولا تعتنق الأُنس فتستوحش نفسك!.
 
•أروى عبدالإله