Abdelrahman Reda Ahmed. Lives in Cairo, Egypt. Writer articles and Poems. Studied Soil and Water Department at Faculty of Agriculture Ain Shams University.
أكتب الشعر باللهجة العامية المصرية واكتب مقالات متنوعة في جميع المجالات.
بائع صيدلي، تشخيص المرض وأعراضه للعميل وإحضار الأدوية المكتوبة في تقرير الطبيب المعالج.
Faculty of Agriculture, Ain Shams University
أنا لو كنت شايل عنيَّا..
ولَزقت مَطرحهم لُمَض زينة
لا كنت هتلاحظ ملامحي حزينة..
ولا الهموم طايلاني
أنا لو كنت قاتل ضميري جايز ما كُنتِش اعاني
ولا أشوفني الجاني
والقاني بعد هزيمتي وارتكابي لجريمتي
وهروبي من واقع أليم..
لمواقع الأفلام
خايف أنام!!
لو شوفتني هتقول عليَّا جبان وتذِمني بأفعالي
وانا في بالي صراع!!
وبَواجِه الأوضاع
ودماغي بتهَجَّر محاولات الغضب..
وتسَكِّن التُوهة اللي فيَّا!
وانا مش بس فالح غير في حبسِة صوتي..
واعترافي بموتي..
والأكل..
والنوم والعُبوس..
والدُّوس على رجليَّا..
علشان ما اخَطيش عـ الصراط بحمولي!
أنا اللي جَيّ بِطولي
من غير لا موقف بُطولي ولا دماء مَرمِيِّة
ما املُكش غير أنفاس..
وجسم..
وجِلد!
وآلام ما تتلَمِش ولا تتعَد!
ما كانِتش عايزاني الظروف اتخَض
ولا حتى اخاف على بُكرة قبل ما ييجي
ولَقيتني من عجزي ساعتها بَارُد:
مش يعني انا لو كنت..
شايل قلبي..
وشايل عنيَّا..
مش كان زماني ما مُوتَّهاش..
تدريجي؟!
أنا لسَّة خسران كل شيء من ثانية
ولسَّة جايباني الظروف لخسارة تانية
لو لسة في عندَك مكان فاضي لـ خسارتي..
ارميني في الملعب وأنا..
أدرَى بـ مهارتي
جَرَّاي على الفُرَص اللي ما يجِيش مِنَّها
وبَاباصي للرِّجل اللي يدوِش زَنَّها
ومحطة للناس اللي مش لاقية الوَنَس
وبانظَّم المجهود على الخوف والنَفَس
ما يهمنيش الخِصم..
ولا سَلِّمت فوطة
ولا عمري كنت حسبتها فوز أو خسارة
جسمي اتهلك مـ الرمي قُدَّام كل شوطة
ما تهمنيش الموتَة.. لو مُت بـ جسارة
هانزل في آخر ثانية أو..
هانزل أساسي..
دايمًا بابدِّي مَصالح العالم عليَّا
وإن جاتلي كورة على التمنتاشر..
هَباصي!
لو كان في واحد زاويتُه أوضح شوية
يمكن تفاني..
ويمكن الأفكار خانتني
لكن مبادئي حَمِيتها بـ برود واستماتة
ولا كان بيشغِل بالي تصفير أو شماتة..
لو شوفت واحد بس موجود بيساندني
وأنا عندي قلة الإنتماء زي الشتيمة
فاضمن وجودي في خطتك رغم الهزيمة
مش هتلاقيني..
مع اللي بيسارعوا في رحيلهم
ولا هتلاقيني..
مع اللي أكَل اليأس حيلهم
مهما السنين بتمر مش هتلاقي غيرهم
وإن توهنا..
دوَّر عني.. في " الناس القديمة "
مستني ازاي..
ربنا يحسِن لَك خاتمة..
وفـ ظرف دقيقة بتعمل ذنب جديد!!
ما تقولش بصيرتي فلاشها ضعيف..
وانا وسط العَتمة
ما تقولش طريقي بعيد
قول ناقِص خِبرة
قول عايز عِبرة
قول مهما نِدمت ونَضَّفت كتابي
بتجيلي الفكرة الغامقة تخَبَّط على بابي
وبتلضُم طَرف الخيط جوَّايا..
في خُرم الإبرة!
وبتغزِل ذنب جديد على قَد مقاسي!
وتغوص الفكرة في راسي..
ما ترحمهاش!!
اللي مننا سمّيع لسيد درويش أكيد هيبقى عارف كويس أغنية أهو ده اللي صار ويمكن حافظ منها جمل وبيرددها. طيب الأغنية دي كان ليها قصة، ولا كانت مكتوبة بس لمجرد إنها تتدندن وتتسمع؟!
 
معظمنا عارف إن سيد درويش كان وطني ثوري من الدرجة الأولى، ومعظم أغانيه كانت لها قصص وحكايات جميلة ومليانة مشاعر، وعشان ما اطولش عليك تعالى أحكيلك قصة الأغنية دي إيه بـ إختصار.
 
أولًا الغنوة دي كنا محتارين في مؤلفها إحنا وأهل الموسيقى
والفن، وكان سؤالنا دايمًا هل مؤلفها هو الشاعر الكبير بديع خيري، وده بسبب ارتباطه الروحي والفني بدرويش؟! ولا اللي كتبها هو الشيخ يونس القاضي؟!
 
ولكن بعد تدقيق وبحث وتدوير خرجت لنا رواية بتقول إن اللي كتبها هو الشيخ يونس.
 
وللي ما يعرفش الشيخ يونس القاضي، فهو كان شيخ أزهري مناهض للاحتلال الإنجليزي، وكان دايمًا بيخرج في مظاهرات ويهتف ضد الإنجليز.
 
بتقول الرواية إن في أحد مظاهرات ثورة ١٩١٩م، تم القبض على الشيخ يونس مع شوية متظاهرين وتمت إحالتهم لوزير الداخلية للتحقيق. والشيخ يونس كان بيروح المظاهرات دايمًا بلبسه الأزهري وده لاعتزازه بيه؛ فكان يلبس العمة والقفطان والجلابية وينزل.
 
وأثناء القبض عليه مسكه مفتش الداخلية الخواجة وكلمه بطريقة مش كويسة وقاله : "قبل ما تهتف ضد الإنجليز اتعلم الأول تعمل لنفسك عمة وقفطان"
 
الكلام ده أثّر في وجدانه وكرامته جدًا، وخلّاه يخرج عن شعوره، ولكنه عشان كان قليل الحيلة؛ فعبر عن مشاعره من خلال إنه يكتب أغنية تعبر عنه وعننا إحنا كمان وعن شعور أي حد يتعرض للظلم ويكون قليل الحيلة.
 
كتب الشيخ يونس يرد على المحتل الانجليزي وقاله:
 
" تلوم عليا إزاي يا سيدنا؟ ..
وخير بلادنا ماهوش بإيدنا!
كلمني عن أشياء تفيدنا ..
وبعدها ابقى لوم عليا "
 
لما سمع سيد درويش كلام الأغنية والموقف اللي اتكتبت علشانه، بكل مشاعر الغضب والحماس والثورة مسك عودُه ولحّن الأغنية وغناها وانتشرت في كل ربوع مصر، ولحد وقتنا هذا بيغنيها أكبر المطربين وبنسمعها في كل المناسبات الوطنية وحتى الغير وطنية؛ بنسمعها حتى عشان نتسلطن من عظمة الصوت وصدق الكلمات وجمال اللحن.
 
ودي قصة أغنية أهو ده اللي صار، للي ما كانش يعرف.
 
وخلاص كفاية.
ده كان رد أحمد فؤاد نجم لما المذيعة سألته عن سر علاقته القوية اللي كانت بتجمعه بالشيخ إمام الله يرحمه.
 
في مرة من المرات كانوا ماشيين فقابلهم " ظابط رزل " وده حسب وصف نجم المعهود، وكان ماسك خرزانة في إيده، ولما حاول الظابط ينزل بالعصاية على الشيخ إمام كان سبقه نجم وصد الضربة بـ وشه! والغريبة إنه كتم الألم ومنع نفسه حتى إنه يقول " آه " عشان ما يقلِقش الشيخ إمام!
 
موقف تاني بس طريف المرادي، في سنة ١٩٦٩م كان صيتهم ذاع عـ الآخر، وعملوا قلبان في الشارع المصري، فـ المباحث اعتقلت نجم، ورأفةً بحال الشيخ إمام بعتتله أغاني قديمة يغنيها واللي هو خد اتلهي في دول واعمل الحاجة اللي انت بتحبها بس من غير ما تدوِشنا.
 
في المعتقل كان في مخبر بييجي لـ نجم كل شوية ويسأله
مش عاوز حاجة؟! أجيبلك حاجة من برة؟! مش عاوز تبعت جوابات؟!
 
ولإن نجم عارف اللي فيها، كان دايمًا بيقوله لأ.
 
ولأن نجم كان جنبه الورقة والقلم من ناحية وراديو المعتقل من الناحية التانية، فكان يسمع الشيخ إمام وصوته اللي كان بيلعلع كل يوم في الإذاعة ويشيط! وقتها نده للمخبر وخلّاه يجيبله ورقة وقلم بسرعة.
 
ومسك الورقة والقلم، وقام كاتب الآتي:
 
"عزيزي جلال، بلّغ الشيخ إمام إني مسجون في القلعة، وقوله يبدأ في تنفيذ الخطة 3 يوم السبت الجاي"
 
نجم لما حكى الموقف ده بعدين قال: " وطبعًا ما كانش في حاجة اسمها الخطة 3 ولا في يوم السبت، ولا كان في حد إسمه جلال، دي كلها قصة ألفتها من دماغي عشان عارف إن ظباط السجن هيفتشوا الجواب. "
 
نجم بيقول أنا بعتت الجواب الساعة ٩، إمام كان طالع لي المعتقل الساعة ١١ !!
 
وقتها فِضِل يناديه من الشباك " يا اماام اطلع يا اماام " ولما قابلوا بعض قاله " مين إبن الحرام اللي بلّغ عنك؟! مش مهم، بس المهم ما ينفخوناش مع بعض! "
 
وبيقول: قعّدت إمام معايا ٣ سنين في القلعة، نكتب ونغني!
 
ودي كانت قصة من أصدق وأجمل قصص الصداقة اللي مرت على الوسط الفني واللي كان تأثيرها علينا إحنا كبير جدًا، من خلال تراث فني وشعبي وروحي أقل ما يقال إنه عظيم.
 
مين فينا ما اتأثرش بالشيخ إمام لما غنّا أغاني لنجم أو لشعرا تانيين زي ( أنا أتوب عن حبك أنا، واتجمعوا العشاق، والبحر بيضحك ليه، وهبت عمري للأمل، يا حبايبنا ) اللي ما اقدرش ما أسرحش معاهم وأنا بسمعهم. كمان قصايد نجم اللي كوِّنت كل شاعر فينا من البدايات، مفيش حد فينا ما اتأثرش بنجم ولا استطعم الشعر غير لما داقه من إيديه.
 
اللي منكم عارف مواقف أو أحداث تانية ينزل يحكيها في الكومنتات بعد ما يترحم على نجم والشيخ امام.
 
وخلاص كفاية.
ده كان تعبير صلاح چاهين لما قرا قصيدة شعر في صفحة جرنال لشاعر ما حدش يعرفه، إسمه فؤاد سليم. والقصيدة دي كانت فيها رباعية بتقول:
 
" في سجن مبني من حجر..
في سجن مبني من قلوب السجّانين
قضبان بتمنع عنك النور والشجر..
زي العبيد مترصصين! "
 
وفعلًا كان عنده حق يقول أكتر من كدة والله، وفي الوقت ده كان صلاح چاهين هو كمان ما حدش لسة سمِع عنه أي حاجة، لكنه كانت فيه " خِصلة " كدة من صغره، وهي إنه كان بيروح للنابغة من دول في كل شغلانة ويصاحبه!
 
ده ما كانش كلامي أنا، ده كان كلام الشاعر بهاء چاهين وهو بيحكي عن طبيعة الانسجام والقُرب اللي كان بين أبوه وبين فؤاد حداد، واللي أصبح زوج عمته فيما بعد.
 
وطبعًا معظمنا عارف دور چاهين الأبرز في حياة فؤاد حداد وظهوره للنور، وتوسيع شبكة علاقاته بالناس في الأواسط الأدبية والفنية، وده بسبب شدة حياء حداد وخجله الكبير.
 
بس بالرغم من كل الكلام ده بقى، ما كانش فؤاد حداد بس اللي قريب من قلب چاهين! وكان بيشاركه فيه شخص كمان!
 
لأن في حوار إذاعي المذيعة سألت صلاح سؤال غريب أوي، قالتله لو انت في جزيرة معزولة عن العالم، ومش مسموح لك غير شخص واحد بس هو اللي يكون معاك في الجزيرة دي، هيكون مين؟!
 
طبعًا للوهلة الأولى هييجي في بالك حد من أسرته، أو حد من قرايبه من الدرجة الأولى، أو حتى صاحبه فؤاد حداد! لكن اختياره كان عجـيب أوي، لكنه كان منطقي. ومنطقي بحكم التجانس الفني والإنساني الكبير اللي كان بينهم، چاهين اختار سيد مكاوي هو اللي يكون معاه عـ الجزيرة.
 
وبيكمل بهاء چاهين كلامه:
وسيد مكاوي كان دايمًا بيقوله: " يا صلاح انت عيني اللي بتشوف بيها! "
 
فاكرين سمعنا زي الجملة دي فين قبل كدة؟!
 
فكان طبيعي إن التراث الأدبي والفني والإنساني ده يخرج من الناس دي، ناس كانت بتحب بعضها أكتر من نفسها، من وقت فات مثلاً ما كنتش تقدر تستطعم جو رمضان من غير ما تسمع " المسحراتي " سيد مكاوي والوالد فؤاد حداد. ولا تستمتع بـ " رباعيات " چاهين اللي زادت جمال فوق الجمال لما لحّنها وغنّاها بروحه.
 
ولا سلطنتك وانت بتدندن وراه " مِـ السيدة لسيدنا الحسين "
وقلبك وهو بيدوب لما ييجي يقول " ما تفوتنيش أنا وحدي "
 
وفي تجربة شخصية أو حالة غريبة أوي بتحصلي مع الأغنية دي بالذات، وهي إني عمري ما باقدر أسيطر على مشاعري مع كل مرة سيد مكاوي بيقول فيها " الليييييييل " باحساسه ده، وباسرح كدة معاه في ملكوت تاني والله!
 
الكلام عن الناس دي مش هيكفي مقال ولا حتى كتاب، الناس دي سارحة جوانا، ده أبسط تعبيـر ممكن يوصفهم، عشان كدة باطلب من اللي عنده أي تجربة إنسانية عاشها معاهم يحكيها في الكومنتات ويخلينا نستمتع، وده بعد ما يدعيلهم بالرحمة.
 
أما دي فكانت قصة الثلاثي الفني اللي عمره ما هيتكرر تاني ولا حد هيعرف يعوضه!
 
وخلاص كفاية.